responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 55
ويقولون: يا رسول الله، يا محمد يا رسول الله. [1] وبعد هذا الاستقبال الجماهيري العظيم الذي لم ير مثله في تاريخ الإنسانية سار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى نزل في دار أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - [2]، ونزل الصديق على خارجة بن زيد الخزرجي الأنصاري.
وبدأت رحلة المتاعب والمصاعب والتحديات، فتغلب عليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للوصول للمستقبل الباهر للأمة والدولة الإسلامية التي استطاعت أن تصنع حضارة إنسانية رائعة على أسس من الإيمان والتقوى والإحسان والعدل، بعد أن تغلبت على أقوى دولتين كانتا تحكمان في العالم، وهما الفرس والروم [3]، وكان الصديق - رضي الله عنه - الساعد الأيمن لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منذ بزوغ الدعوة حتى وفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وكان أبو بكر - رضي الله عنه - ينهل بصمت وعمق من ينابيع النبوة حكمةً وإيمانًا، يقينًا وعزيمة، وتقوى وإخلاصًا، فإذا هذه الصحبة تثمر صلاحًا وصِدِّيقيَّة، ذكرًا ويقظة، حبًّا وصفاء، عزيمة وتصميمًا، إخلاصًا وفهمًا، فوقف مواقفه المشهودة بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سقيفة بني ساعدة وغيرها من المواقف، وبعث جيش أسامة، وحروب الردة، فأصلح ما فسد وبنى ما هُدم، وجمع ما تفرق، وقوَّم ما انحرف. (4)
إن حادثة هجرة الصديق مع رسول الله فيها دروس وعبر وفوائد، منها:

أولاً: قال تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
ففي هذه الآية الكريمة دلالة على أفضلية الصديق من سبعة أوجه، ففي الآية الكريمة من فضائل أبي بكر - رضي الله عنه -:
1 - أن الكفار أخرجوه:
الكفار أخرجوا الرسول «ثاني اثنين»، فلزم أن يكونوا أخرجوهما، وهذا هو الواقع.

[1] الهجرة في القرآن الكريم ص 352.
[2] نفس المصدر السابق: ص 354.
[3] انظر: الهجرة في القرآن الكريم، ص 355.
(4) في التاريخ الإسلامي، شوقي أبو خليل، ص 226.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست